السورة السابعة من القرآن الكريم، عدد آياتها 206، كلها مكية عدا 8 آيات، من الآية 163 حتى الآية 171، وهي من السبع الطوال؛ البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والتوبة ، وتمتد من منتصف الجزء الثامن حتى نهاية الجزء التاسع.
نزلت سورة الأعراف بعد سورة ص، وورد فيها ذكر الأعراف، وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما، وأصحاب الأعراف هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فوقفوا هنالك حتى يقضي الله بينهم، والسورة بها أول سجدة تلاوة في المصحف، في آخر آياتها، وهي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} (206).
ورد ذكر الأعراف في قوله تعالى: {وبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ . وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(46، 47).
كما ورد في السورة قصص أنبياء من بداية خلق آدم إلى نهاية الخلق، مرورًا بنوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وموسى، عليهم وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام.
وتجسد السورة الصراع الدائم بين الحق والباطل، وكيف أن الباطل يؤدي إلى الفساد في الأرض، وفي قصص كل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في السورة يظهر لنا الصراع بين الخير والشر، وبيان كيد إبليس لآدم وذريته، لذا وجه الله أربعة نداءات متتالية لأبناء آدم تبدأ بـ (يا بني آدم) ليحذرهم من عدوهم الذي وسوس لأبيهم حتى أوقعه في المخالفة لأمر الله.