هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي لا تبدأ بالبسملة، وانما تبدأ ببراءة الله عز وجل من الكفار والمشركين، وترتيبها في المصحف التاسعة، وعدد آياتها 129، كلها مدنية ما عدا الآيتان 128 و 129.
موضوعات السورة
تفضح سورة التوبة المنافقين وأفعالهم، كما تبين ما حدث في غزوة تبوك.
وسميت التوبة بسبب ورود توبة الله على الثلاثة الذين خلفوا عن القتال، وهم كعب بن مالك، مرارة ابن الربيع، هلال بن أمية في الآيات: {لَقَد تَّابَ اللَّه عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ `وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} (الآيات 117-118).
وكانت توبة الصحابة الذين خلفوا كما حكى عنها كعب بن مالك تستحق التأمل في خطواتها وكيف أقروا بذنبهم وتحملوا مسئوليته بشجاعة متناهية؛ فقد تحمل سيدنا كعب بن مالك مقاطعة النبي له، ثم مقاطعة أصحابه له، ثم مقاطعة زوجته له، وزيد ابتلاؤه عندما أرسل له ملك غسان يستضيفه في بلاده، فحرق سيدنا كعب بن مالك –رضي الله عنه- خطاب الملك.
ثم يتوب الله عليه كما وصف في قوله: “فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهي عن كلامنا قال: ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيتٍ من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله عز وجل منا، قد ضاقت عليّ نفسي وضاقت عليّ الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر” .
“فخررت ساجدًا وعرفت أن قد جاء فرج”، قال: “فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشروننا فذهب قبل صاحبي مبشرون، وركّض رجل إليَّ فرساً وسعى ساع من أسلم قبلي وأوفى الجبل، فكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني فنزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته، والله ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما، فانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجًا فوجًا، يهنئونني بالتوبة، ويقولون: لِتُهنِئَك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد”.