"سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ثم يقول: إن هذا الوعيد شديد لأهل الأرض"

تــلاوة سورة الرعـد للقارئ إسـلام صبحي

خصائص وقضايا سورة الرعد

هي السورة الثالثة عشر في كتاب الله، موضعها في الجزء الثالث عشر، وهي سورة مدنية، نزلت بعد سورة محمد، بها سجدة تلاوة في الآية 15، وعدد آياتها 43.


وسميت هذه السورة باسم تلك الظاهرة الكونية التي تحمل الرحمة والعذاب معا، فهي ظاهرة مرعبة، صوتها يخلع القلوب، إلا أنها تبشر بنزول المطر الذي هو غوث وسقيا، كما يصحبها البرق الذي يمكن أن يكون عذابا، فقد جاء قوله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال} (الرعد: 13).

روي في أسباب نزول هذه الآية، أن رسول الله ﷺ، أرسل نفرا من الصحابة إلى طاغية من طواغيت العرب، يدعونه إلى الإسلام، فأعرض وتكبر مرة تلو مرة، ففي المرة الثالثة، أرسل الله صاعقة أحرقته، فرجع الصحابة إلى رسول الله ﷺ، وفي طريقهم استقبلهم آخرون، فقالوا لهم: احترق صاحبكم، قالوا: كيف عرفتم؟ قالوا: لقد نزل على رسول الله قوله تعالى: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال}.

كان من فعل النبي أنه إذا سمع الرعد ترك الكلام وقال: “سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ثم يقول: إن هذا الوعيد شديد لأهل الأرض” رواه البخاري.

قضايا السورة الكريمة

وفي السورة الكريمة، عرض لقضية الإيمان والتوحيد ووضوح الحق من الباطل، إلا لمن أراد أن يتبع الهوى، في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ۝ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ۝ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (الرعد 2:4).

كما فيها عَرْضٌ لقدرة الله من خلال جمع المتناقضات في الكون كما في الرعد والمطر وغيرها من الظواهر، في قوله تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} (الرعد 17).


وتُخْتَتَم السورة الكريمة بإشهاد الله على رسالة نبيه في قوله تعالى:{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} (الرعد 43).