إذا خالط يقينك الشك بأن محمدا ﷺ هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وعصفت بذهنك التساؤلات حول صدقه ﷺ، فقد تساعدك تلك الإجابات في الوصول إلى اطمئنان التصديق واليقين.
تَتَّبِع الإجابات أسلوبا منطقيا رياضيا في مناقشة الفرضيات والمعطيات الخاصة بها، ومن ثم استنباط النتائج، فتبدأ الحلقة بطرح فرضيات أربع حول مصداقية رسالة النبي محمد ﷺ؛ وهي، أن يكون كاذبا أو موهوما أو كلاهما أو أن يكون صادقا.
ثم يناقش الفرضية الأولى وهي أن يكون كاذبا، ويستعرض الدوافع النفسية للكذب، وهي التي تكون عادة الخوف من شيءٍ أو السعي نحو مكسب، لكنه ﷺ لم يكن يخشى شيئا، بل كان كريما في قومه، محبوبا بينهم، وعرضت عليه كل مكاسب الدنيا فكان جوابه: “يا عمّ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته”، وبهذا تنتفي عن النبي ﷺ تهمة الكذب.
في مناقشة الفرضية الثانية وهي أن يكون مضلَلا، أو موهوما، فيَظُن أنه يقول الحقيقة وهو يختلق، لكن حقيقة أنه نشأ في بادية لم يطَّلع فيها على كتب السابقين من الأمم والأنبياء، ثم يتنزل عليه القرآن بها، تنفي ذلك.
ومن الصفات النفسية للشخص الموهوم، أنه كثيرا ما يكون نرجسيا، لكن ذلك ينتفي عن رسول الله ﷺ، فعندما توفي ابنه ابراهيم، كسفت الشمس، فقال الناس كسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله ﷺ: “إِنَّ اَلشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اَللَّهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اَللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى تَنْكَشِفَ” صحيح البخاري.
كما يُدلِل على صدق الرسول ﷺ، بصدق نبوءاته التي تحققت في أزمنة لاحقة، كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: “لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الأَعْيُنِ ذُلْفَ الآنُفِ”، وهو وصف دقيق للمغول الذين غزوا بلاد المسلمين بعد وفاة النبي ﷺ في القرن السابع الهجري.
وإذا انتفت الفرضيتان الأولى والثانية، فإن الفرضية الثالثة تنتفي بالتبعية، وبهذا يثبت بالاستنباط المنطقي صدق رسول الله ﷺ.