نشأت رُبى في أسرة أردنية متعصبة، تدعو للتنصير وتسكن أعلى كنيسة، ووجهتها أمها لدراسة اللاهوت للتعرف على فلسفة الدين المسيحي والتعمق فيه.
لكن خلال ممارستها للتنصير، تحدثت رُبى مع مجموعة من الطلاب المسلمين الذين لم يقبلوا دعوتها، فقادها التحدي إلى البحث عن أخطاء في القرآن.
وعندما بدأت القراءة في القرآن، وجدت فيه من الإعجاز والجلال ما يدل على أنه كلام الله، إلا أن قلبها لم ينفتح للإسلام بعد حتى وصلت إلى سورة المائدة.
في هذه السورة الكريمة، قرأت قول الله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ﴾ (82 : 84)
ومن ثم اطمأن قلبها، وأعلنت إسلامها لأصدقائها المسلمين في اليوم الأول من رمضان، لكنها أخفته عن عائلتها.
مواجهة مع العائلة
بينما كانت رُبى تصلي خفية بالليل، استيقظت أختها التي تشاركها الغرفة، وكشفت أمرها، لتخبر العائلة، التي أبرحتها ضربا.. ما دفعها للاتصال بالشرطة التي جاءت لإنقاذها، ومن ثم بدأت معركة أخرى من أجل الانخراط في مجتمع المسلمين.
لم يتقبل المسلمون إسلام رُبى بسهولة، ومورست كثير من الضغوطات عليها واتهمت بالعمالة للكنيسة، حتى باعت كل ما لديها، وشاركت في أحد البرامج التليفزيونية وخلعت الحجاب علانية بسبب غضبها من ممارسات المسلمين.
إلا أنها بعدما فقدت كل شيء لم تجد لها ملجأ سوى باب الله الواسع، ومن ثم عادت للإسلام وجاهدت لتتعلم القرآن وتعلمه، وهي الآن داعية ومعلمة للقرآن في مدرسة إسلامية.